قال طارق الزمر، رئيس المكتب السياسي لحزب البناء والتنمية، الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، إنه سيرفض «حتمًا ولو بعد حين حكم العسكر، وسنخرج عليه في الشوارع تحت ضغط الحاجة وتقلبات المشهد السياسي المتغير بطبيعته، رافعين شعار (يسقط يسقط حكم العسكر)، هذا الشعار الذي لم ينقطع من الشوارع المصرية».

ووصف «الزمر»، في تصريحات لصحيفة «الراي» الكويتية، صباح الجمعة، تحرير بعض السياسيين توكيلات رسمية بتفويض القوات المسلحة بتولي حكم مصر بأنها «كفر بالثورة التي قامت لترسيخ الحكم المدني».

واعتبر «الزمر» أن «الدعوة إلى عودة حكم العسكر تمثل معاني الكفر بحقوق الإنسان والحريات العامة، خصوصًا أن ضباط القوات المسلحة تدربوا على الحروب وأساليب التعامل مع أعداء الوطن من خلال حياة المعسكرات وجبهات القتال، وبالتالي سيديرون شؤون الحياة السياسية كما يديرون الوحدات العسكرية»، حسب تعبيره.

وأضاف «الزمر»: «عودة الجيش إلى الحكم تخالف المنهج العالمي في إدارة البلاد، حيث انتهت جميع دول العالم من الحكم العسكري، وأصبحت تتمتع بالمدنية في الحكم، لدرجة أنهم يعتبرون الحكم العسكري من صور الحكم البدائي، والذي يتم فيه إقحام الجيش في مجال غير المجال المخصص له، وتوريطه في مساحة لا يحسنها، وإبعاده عن الدور الوطني والقومي والذي تم تأسيسه ليقوم به».

وتابع: «القائمون بتحرير توكيلات تتضمن تفويضًا للجيش لإدارة البلاد، يهدفون إلى وضع الجيش في مواجهة شعب ثائر لديه أعلى درجات الحساسية التي تكوّنت لديه على مدى تاريخه تجاه السلطات المركزية»، مشيرًا إلى أن «الثورة بعد الفترة الانتقالية باتت أمانة في عنق الشباب، باعتبارها تؤهل مصر لأن تكون أهم نقاط التحول في العالم كله، حيث حررت مصر من الاستبداد والقهر والظلم بـ60 عامًا، وحررت المصريين من الفساد، خصوصًا في الـ15 عامًا الأخيرة».